T E M O L O V E R S

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
T E M O L O V E R S

نرجو من الاعضاء الكرام قراءة والالتزام بقوانين المنتدى.....وشكرا ليكم


    موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض

    hmsa
    hmsa
    المشرف المساعد
    المشرف المساعد


    عدد المساهمات : 69
    تاريخ التسجيل : 12/04/2009
    العمر : 39

    موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض Empty موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض

    مُساهمة من طرف hmsa الخميس أبريل 16, 2009 12:59 pm


    السلام عليكم و رحمه الله و بركاته

    اخوة الاسلام

    حرصا منا في تقديم كل جديد فكرت في موضوع يهمنا
    جميعا الا و هو الاحاديث القدسية

    و قبل ان نتحدث باثهاب عن هذا الخير العظيم
    نعرف معني الحديث القدسي


    الحديث القدسي هو الحديث الذي يسنده النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى الله عز وجل ، والقدسي نسبة للقدس ، وهي تحمل معنى التكريم والتعظيم والتنزيه ، ولعل من مناسبة وصف هذا النوع من الأحاديث بهذا الوصف ، أن الأحاديث القدسية تدور معانيها في الغالب على تقديس الله وتمجيده وتنزيهه عما لا يليق به من النقائص ، وقليلاً ما تتعرض للأحكام التكليفية .

    ويرد الحديث القدسي بصيغ عديدة كأن يقول الراوي مثلاً : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيما يرويه عن ربه ، كحديث أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيما يرويه عن ربه عز وجل : ( يد الله ملأى لا يغيضها نفقة سحاء الليل والنهار .......) رواه البخاري .

    أو أن يقول الراوي : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : قال الله تعالى ، أو يقول الله تعالى ، كحديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : يقول الله تعالى : ( أنا عند ظن عبدي بي ، وأنا معه إذا ذكرني ، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، وإن ذكرني في ملإ ذكرته في ملإ خير منه .....) رواه البخاري و مسلم .

    ومما تجدر الإشارة إليه أن وصف الحديث بكونه قدسياً لا يعني بالضرورة ثبوته ، فقد يكون الحديث صحيحاً وقد يكون ضعيفاً أو موضوعاً ، إذ إن موضوع الصحة والضعف المدار فيه على السند وقواعد القبول والرد التي يذكرها المحدثون في هذا الباب ، أمَّا هذا الوصف فيتعلق بنسبة الكلام إلى الله تبارك وتعالى

    هل الحديث القدسي كلام الله بلفظه أو بمعناه :

    اختلف أهل العلم في الحديث القدسي هل هو من كلام الله تعالى بلفظه ومعناه ، أم أن معانيه من عند الله وألفاظه من الرسول - صلى الله عليه وسلم - فذهب بعضهم إلى القول الأول وهو أن ألفاظه ومعانيه من الله تعالى ، أوحى بها إلى رسوله - عليه الصلاة والسلام - بطريقة من طرق الوحي غير الجلي - أي من غير طريق جبريل عليه السلام - ، إما بإلهام أو قذف في الروع أو حال المنام ، إلا أنه لم يُرِد به التحدي والإعجاز ، وليست له خصائص القرآن ، وذهب البعض إلى القول الثاني وهو أن الحديث القدسي كلام الله بمعناه فقط ، وأما اللفظ فللرسول - صلى الله عليه وسلم - وهذا القول هو الصحيح الراجح .

    الفرق بين القرآن والحديث القدسي :

    وهناك عدة فروق بين القرآن الكريم والحديث القدسي ، ومن أهم هذه الفروق :

    1- أن القرآن الكريم كلام الله أوحى به إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بلفظه ومعناه وتحدى به العرب - بل الإنس والجن - أن يأتوا بمثله ، وأما الحديث القدسي فلم يقع به التحدي والإعجاز .

    2- والقرآن الكريم جميعه منقول بالتواتر ، فهو قطعي الثبوت ، وأما الأحاديث القدسية فمعظمها أخبار آحاد ، فهي ظنية الثبوت ، ولذلك فإن فيها الصحيح والحسن والضعيف .

    3- والقرآن الكريم كلام الله بلفظه ومعناه ، والحديث القدسي معناه من عند الله ولفظه من الرسول - صلى الله عليه وسلم - على الصحيح من أقوال أهل العلم .

    4- والقرآن الكريم متعبد بتلاوته ، وهو الذي تتعين القراءة به في الصلاة ، ومن قرأه كان له بكل حرف حسنة ، والحسنة بعشر أمثالها ، وأما الحديث القدسي فغير متعبد بتلاوته ، ولا يجزئ في الصلاة ، ولا يصدق عليه الثواب الوارد في قراءة القرآن .

    عدد الأحاديث القدسية والمصنفات فيها :

    ذكر العلامة ابن حجر الهيتمي أن مجموع الأحاديث القدسية المروية يتجاوز المائة ، وذكر أنه قد جمعها بعضهم في جزء كبير ، والصحيح أن عددها - بغض النظر عن صحتها - أكثر من ذلك فهو يجاوز الثمانمائة ، بل قد يقارب الألف ، وقد أفرد العلماء هذا النوع من الأحاديث بالتصنيف ومنهم الشيخ المناوي رحمه الله في كتابه المسمى ( الإتحافات السنية في الأحاديث القدسية ) ، وللعلامة المدني أيضاً كتاب ( الإتحافات السنية في الأحاديث القدسية ) ، وكتاب( الأحاديث القدسية ) لابن بلبان ، وهناك كتب معاصرة أفردت في هذا النوع من الأحاديث ، ومنها كتاب ( الجامع في الأحاديث القدسية ) لعبد السلام بن محمد علوش ، وكتاب ( الصحيح المسند من الأحاديث القدسية ) لمصطفى العدوي ، وسنعرض إن شاء الله لبعض هذه الأحاديث بشيء من التفصيل والشرح والبيان ، والله الموفق وعليه التكلان .



    و بفضل الله رزقنا اياه و بالشرح الوافي
    لبعض الاحاديث المتوفر شرحها
    حتي نعرف ما علينا و ما لنا

    من خلال


    الأحاديث القدسية في صحيح البخاري
    الأحاديث القدسية في صحيح مسلم
    الأحاديث القدسية في سنن الترمذي
    الأحاديث القدسية في سنن النسائي
    الأحاديث القدسية في سنن أبي داود
    الأحاديث القدسية في سنن ابن ماجه
    الأحاديث القدسية في مسند أحمد
    الأحاديث القدسية في موطأ مالك
    الأحاديث القدسية في سنن الدارمي

    و اخيرا

    نسال الله ان ينفعنا بها في الدنيا و الاخرة
    هو ولي ذلك و القادر عليه
    hmsa
    hmsa
    المشرف المساعد
    المشرف المساعد


    عدد المساهمات : 69
    تاريخ التسجيل : 12/04/2009
    العمر : 39

    موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض Empty رد: موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض

    مُساهمة من طرف hmsa الخميس أبريل 16, 2009 1:01 pm

    الأحاديث القدسية في صحيح البخاري


    ‏حدثنا ‏ ‏إسماعيل ‏ ‏قال حدثني ‏ ‏مالك ‏ ‏عن ‏ ‏عمرو بن يحيى المازني ‏ ‏عن ‏ ‏أبيه ‏ ‏عن ‏ ‏أبي سعيد الخدري ‏ ‏رضي الله عنه ‏
    ‏عن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال يدخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار ثم يقول الله تعالى ‏ ‏أخرجوا من النار من كان في قلبه ‏ ‏مثقال ‏ ‏حبة من ‏ ‏خردل ‏ ‏من إيمان فيخرجون منها قد اسودوا فيلقون في نهر الحيا ‏ ‏أو الحياة شك ‏ ‏مالك ‏ ‏فينبتون كما تنبت الحبة في جانب السيل ألم تر أنها تخرج صفراء ملتوية ‏
    ‏قال ‏ ‏وهيب ‏ ‏حدثنا ‏ ‏عمرو ‏ ‏الحياة وقال ‏ ‏خردل ‏ ‏من خير ‏

    فتح الباري بشرح صحيح البخاري


    ‏قوله ( حدثنا إسماعيل ) ‏
    ‏هو ابن أبي أويس عبد الله بن عبد الله الأصبحي المدني ابن أخت مالك , وقد وافقه على رواية هذا الحديث عبد الله بن وهب ومعن بن عيسى عن مالك , وليس هو في الموطأ . قال الدارقطني : هو غريب صحيح . ‏

    ‏قوله : ( يدخل ) ‏
    ‏للدارقطني من طريق إسماعيل وغيره " يدخل الله " وزاد من طريق معن " يدخل من يشاء برحمته " وكذا له وللإسماعيلي من طريق ابن وهب . ‏

    ‏قوله : ( مثقال حبة ) ‏
    ‏بفتح الحاء هو إشارة إلى ما لا أقل منه , قال الخطابي : هو مثل ليكون عيارا في المعرفة لا في الوزن ; لأن ما يشكل في المعقول يرد إلى المحسوس ليفهم . وقال إمام الحرمين : الوزن للصحف المشتملة على الأعمال , ويقع وزنها على قدر أجور الأعمال . وقال غيره : يجوز أن تجسد الأعراض فتوزن , وما ثبت من أمور الآخرة بالشرع لا دخل للعقل فيه , والمراد بحبة الخردل هنا ما زاد من الأعمال على أصل التوحيد , لقوله في الرواية الأخرى " أخرجوا من قال لا إله إلا الله وعمل من الخير ما يزن ذرة " . ومحل بسط هذا يقع في الكلام على حديث الشفاعة حيث ذكره المصنف في كتاب الرقاق . ‏

    ‏قوله : ( في نهر الحياء ) ‏
    ‏كذا في هذه الرواية بالمد , ولكريمة وغيرها بالقصر , وبه جزم الخطابي وعليه المعنى ; لأن المراد كل ما به تحصل الحياة , والحيا بالقصر هو المطر , وبه تحصل حياة النبات , فهو أليق بمعنى الحياة من الحياء الممدود الذي هو بمعنى الخجل . ‏

    ‏قوله : ( الحبة ) ‏
    ‏بكسر أوله , قال أبو حنيفة الدينوري : الحبة جمع بزور النبات واحدتها حبة بالفتح , وأما الحب فهو الحنطة والشعير , واحدتها حبة بالفتح أيضا , وإنما افترقا في الجمع . وقال أبو المعالي في المنتهى : الحبة بالكسر بزور الصحراء مما ليس بقوت . ‏

    ‏قوله : ( قال وهيب ) ‏
    ‏أي : ابن خالد ( حدثنا عمرو ) أي : ابن يحيى المازني المذكور . ‏

    ‏قوله : ( الحياة ) ‏
    ‏بالخفض على الحكاية , ومراده أن وهيبا وافق مالكا في روايته لهذا الحديث عن عمرو بن يحيى بسنده , وجزم بقوله في نهر الحياة ولم يشك كما شك مالك . ‏
    ‏( فائدة ) : ‏
    ‏أخرج مسلم هذا الحديث من رواية مالك فأبهم الشاك , وقد يفسر هنا . ‏

    ‏قوله ( وقال خردل من خير ) ‏
    ‏هو على الحكاية أيضا , أي : وقال وهيب في روايته : مثقال حبة من خردل من خير , فخالف مالكا أيضا في هذه الكلمة . وقد ساق المؤلف حديث وهيب هذا في كتاب الرقاق عن موسى , بن إسماعيل عن وهيب , وسياقه أتم من سياق مالك ; لكنه قال " من خردل من إيمان " كرواية مالك , فاعترض على المصنف بهذا , ولا اعتراض عليه فإن أبا بكر بن أبي شيبة أخرج هذا الحديث في مسنده عن عفان بن مسلم عن وهيب فقال " من خردل من خير " كما علقه المصنف , فتبين أنه مراده لا لفظ موسى . وقد أخرجه مسلم عن أبي بكر هذا , لكن لم يسق لفظه , ووجه مطابقة هذا الحديث للترجمة ظاهر , وأراد بإيراده الرد على المرجئة لما فيه من بيان ضرر المعاصي مع الإيمان , وعلى المعتزلة في أن المعاصي موجبة للخلود . ‏
    hmsa
    hmsa
    المشرف المساعد
    المشرف المساعد


    عدد المساهمات : 69
    تاريخ التسجيل : 12/04/2009
    العمر : 39

    موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض Empty رد: موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض

    مُساهمة من طرف hmsa الخميس أبريل 16, 2009 1:03 pm

    حدثنا ‏ ‏عبد الله بن يوسف ‏ ‏قال حدثنا ‏ ‏مالك ‏ ‏عن ‏ ‏أبي الزناد ‏ ‏عن ‏ ‏الأعرج ‏ ‏عن ‏ ‏أبي هريرة ‏
    ‏أن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر ثم ‏ ‏يعرج ‏ ‏الذين باتوا فيكم فيسألهم وهو أعلم بهم ‏ ‏كيف تركتم عبادي فيقولون تركناهم وهم يصلون وأتيناهم وهم يصلون

    فتح الباري بشرح صحيح البخاري‏

    ‏قوله ( يتعاقبون ) ‏
    ‏أي تأتي طائفة عقب طائفة , ثم تعود الأولى عقب الثانية . قال ابن عبد البر : وإنما يكون التعاقب بين طائفتين أو رجلين بأن يأتي هذا مرة ويعقبه هذا , ومنه تعقيب الجيوش أن يجهز الأمير بعثا إلى مدة ثم يأذن لهم في الرجوع بعد أن يجهز غيرهم إلى مدة , ثم يأذن لهم في الرجوع بعد أن يجهز الأولين . قال القرطبي : الواو في قوله " يتعاقبون " علامة الفاعل المذكر المجموع على لغة بلحارث وهم القائلون أكلوني البراغيث , ومنه قول الشاعر ‏ ‏بحوران يعصرن السليط أقاربه ‏ ‏وهي لغة فاشية وعليها حمل الأخفش قوله تعالى ( وأسروا النجوى الذين ظلموا ) قال : وقد تعسف بعض النحاة في تأويلها وردها للبدل , وهو تكلف مستغنى عنه , فإن تلك اللغة مشهورة ولها وجه من القياس واضح . وقال غيره في تأويل الآية : قوله ( وأسروا ) عائد على الناس المذكورين أولا . و ( الذين ظلموا ) بدل من الضمير . وقيل التقدير أنه لما قيل ( وأسروا النجوى ) قيل : من هم ؟ قال : ( الذين ظلموا ) حكاه الشيخ محيي الدين , والأول أقرب إذ الأصل عدم التقدير . وتوارد جماعة من الشراح على أن حديث الباب من هذا القبيل , ووافقهم ابن مالك وناقشه أبو حيان زاعما أن هذه الطريق اختصرها الراوي , واحتج لذلك بما رواه البزار من وجه آخر عن أبي هريرة بلفظ " إن لله ملائكة يتعاقبون فيكم : ملائكة بالليل , وملائكة بالنهار " الحديث , وقد سومح في العزو إلى مسند البزار مع أن هذا الحديث بهذا اللفظ في الصحيحين فالعزو إليهما أولى , وذلك أن هذا الحديث رواه عن أبي الزناد مالك في الموطأ ولم يختلف عليه باللفظ المذكور وهو قوله " يتعاقبون فيكم " وتابعه على ذلك عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه أخرجه سعيد بن منصور عنه , وقد أخرجه البخاري في بدء الخلق من طريق شعيب بن أبي حمزة عن أبي الزناد بلفظ " الملائكة يتعاقبون : ملائكة بالليل , وملائكة بالنهار " , وأخرجه النسائي أيضا من طريق موسى بن عقبة عن أبي الزناد بلفظ " إن الملائكة يتعاقبون فيكم " فاختلف فيه على أبي الزناد , فالظاهر أنه كان تارة يذكره هكذا وتارة هكذا , فيقوي بحث أبي حيان , ويؤيد ذلك أن غير الأعرج من أصحاب أبي هريرة قد رووه تاما فأخرجه أحمد ومسلم من طريق همام بن منبه عن أبي هريرة مثل رواية موسى بن عقبة لكن بحذف " إن " من أوله , وأخرجه ابن خزيمة والسراج من طريق أبي صالح عن أبي هريرة بلفظ " إن لله ملائكة يتعاقبون " وهذه هي الطريقة التي أخرجها البزار , وأخرجه أبو نعيم في الحلية بإسناد صحيح من طريق أبي موسى عن أبي هريرة بلفظ " إن الملائكة فيكم يتعقبون " وإذا عرف ذلك فالعزو إلى الطريق التي تتحد مع الطريق التي وقع القول فيها أولى من طريق مغايرة لها , فليعز ذلك إلى تخريج البخاري والنسائي من طريق أبي الزناد لما أوضحته . والله الموفق . ‏

    ‏قوله ( فيكم ) ‏
    ‏أي المصلين أو مطلق المؤمنين . ‏

    ‏قوله ( ملائكة ) ‏
    ‏قيل هم الحفظة نقله عياض وغيره عن الجمهور , وتردد ابن بزيزة , وقال القرطبي : الأظهر عندي أنهم غيرهم , ويقويه أنه لم ينقل أن الحفظة يفارقون العبد , ولا أن حفظة الليل غير حفظة النهار , وبأنهم لو كانوا هم الحفظة لم يقع الاكتفاء في السؤال منهم عن حالة الترك دون غيرها في قوله " كيف تركتم عبادي "
    hmsa
    hmsa
    المشرف المساعد
    المشرف المساعد


    عدد المساهمات : 69
    تاريخ التسجيل : 12/04/2009
    العمر : 39

    موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض Empty رد: موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض

    مُساهمة من طرف hmsa الخميس أبريل 16, 2009 1:04 pm

    قوله ( ويجتمعون ) ‏
    ‏قال الزين بن المنير : التعاقب مغاير للاجتماع , لكن ذلك منزل على حالين . ‏
    ‏قلت : وهو ظاهر , وقال ابن عبد البر : الأظهر أنهم يشهدون معهم الصلاة في الجماعة , واللفظ محتمل للجماعة وغيرها , كما يحتمل أن التعاقب يقع بين طائفتين دون غيرهم , وأن يقع التعاقب بينهم في النوع لا في الشخص . قال عياض : والحكمة في اجتماعهم في هاتين الصلاتين من لطف الله تعالى بعباده وإكرامه لهم بأن جعل اجتماع ملائكته في حال طاعة عباده لتكون شهادتهم لهم بأحسن الشهادة . ‏
    ‏قلت : وفيه شيء , لأنه رجح أنهم الحفظة , ولا شك أن الذين يصعدون كانوا مقيمين عندهم مشاهدين لأعمالهم في جميع الأوقات , فالأولى أن يقال : الحكمة في كونه تعالى لا يسألهم إلا عن الحالة التي تركوهم عليها ما ذكر , ويحتمل أن يقال إن الله تعالى يستر عنهم ما يعملونه فيما بين الوقتين , لكنه بناء على أنهم غير الحفظة . وفيه إشارة إلى الحديث الآخر " إن الصلاة إلى الصلاة كفارة لما بينهما " فمن ثم وقع السؤال من كل طائفة عن آخر شيء فارقوهم عليه . ‏

    ‏قوله ( ثم يعرج الذين باتوا فيكم ) ‏
    ‏استدل به بعض الحنفية على استحباب تأخير صلاة العصر ليقع عروج الملائكة إذا فرغ منها آخر النهار , وتعقب بأن ذلك غير لازم , إذ ليس في الحديث ما يقتضي أنهم لا يصعدون إلا ساعة الفراغ من الصلاة بل جائز أن تفرغ الصلاة ويتأخروا بعد ذلك إلى آخر النهار , ولا مانع أيضا من أن تصعد ملائكة النهار وبعض النهار باق وتقيم ملائكة الليل , ولا يرد على ذلك وصفهم بالمبيت بقوله " باتوا فيكم " لأن اسم المبيت صادق عليهم ولو تقدمت إقامتهم بالليل قطعة من النهار . ‏
    ‏قوله ( الذين باتوا فيكم ) اختلف في سبب الاقتصار على سؤال الذين باتوا دون الذين ظلوا , فقيل : هو من باب الاكتفاء بذكر أحد المثلين عن الآخر كقوله تعالى ( فذكر إن نفعت الذكرى ) أي وإن لم تنفع , وقوله تعالى ( سرابيل تقيكم الحر ) أي والبرد , وإلى هذا أشار ابن التين وغيره , ثم قيل : الحكمة في الاقتصار على ذلك أن حكم طرفي النهار يعلم من حكم طرفي الليل , فلو ذكره لكان تكرارا . ثم قيل : الحكمة في الاقتصار على هذا الشق دون الآخر أن الليل مظنة المعصية فلما لم يقع منهم عصيان - مع إمكان دواعي الفعل من إمكان الإخفاء ونحوه - واشتغلوا بالطاعة كان النهار أولى بذلك , فكان السؤال عن الليل أبلغ من السؤال عن النهار لكون النهار محل الاشتهار . وقيل : الحكمة في ذلك أن ملائكة الليل إذا صلوا الفجر عرجوا في الحال , وملائكة النهار إذا صلوا العصر لبثوا إلى آخر النهار لضبط بقية عمل النهار , وهذا ضعيف , لأنه يقتضي أن ملائكة النهار لا يسألون عن وقت العصر , وهو خلاف ظاهر الحديث كما سيأتي . ثم هو مبني على أنهم الحفظة وفيه نظر لما سنبينه , وقيل بناه أيضا على أنهم الحفظة أنهم ملائكة النهار فقط وهم لا يبرحون عن ملازمة بني آدم , وملائكة الليل هم الذين يعرجون ويتعاقبون , ويؤيده ما رواه أبو نعيم في " كتاب الصلاة " له من طريق الأسود بن يزيد النخعي قال : يلتقي الحارسان - أي ملائكة الليل وملائكة النهار - عند صلاة الصبح فيسلم بعضهم على بعض فتصعد ملائكة الليل وتلبث ملائكة النهار . وقيل : يحتمل أن يكون العروج إنما يقع عند صلاة الفجر خاصة , وأما النزول فيقع في الصلاتين معا , وفيه التعاقب , وصورته أن تنزل طائفة عند العصر وتبيت , ثم تنزل طائفة ثانية عند الفجر , فيجتمع الطائفتان في صلاة الفجر , ثم يعرج الذين باتوا فقط ويستمر الذين نزلوا وقت الفجر إلى العصر فتنزل الطائفة الأخرى حصل اجتماعهم عند العصر أيضا ولا يصعد منهم أحد بل تبيت الطائفتان أيضا ثم تعرج إحدى الطائفتين ويستمر ذلك فتصح صورة التعاقب مع اختصاص النزول بالعصر والعروج بالفجر , فلهذا خص السؤال بالذين باتوا , والله أعلم . وقيل : إن قوله في هذا الحديث " ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر " وهم لأنه ثبت في طرق كثيرة أن الاجتماع في صلاة الفجر من غير ذكر صلاة العصر كما في الصحيحين من طريق سعيد بن المسيب عن أبي هريرة في أثناء حديث قال فيه " وتجتمع ملائكة الليل وملائكة النهار في صلاة الفجر " قال أبو هريرة : واقرءوا إن شئتم ( وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا ) وفي الترمذي والنسائي من وجه آخر بإسناد صحيح عن أبي هريرة في قوله تعالى ( إن قرآن الفجر كان مشهودا ) قال : " تشهده ملائكة الليل والنهار " وروى ابن مردويه من حديث أبي الدرداء مرفوعا نحوه , قال ابن عبد البر : ليس في هذا دفع للرواية التي فيها ذكر العصر , إذ لا يلزم من عدم ذكر العصر في الآية والحديث الآخر عدم اجتماعهم في العصر لأن المسكوت عنه قد يكون في حكم المذكور بدليل آخر , قال : ويحتمل أن يكون الاقتصار وقع في الفجر لكونها جهرية , وبحثه الأول متجه لأنه لا سبيل إلى ادعاء توهيم الراوي الثقة مع إمكان التوفيق بين الروايات , ولا سيما أن الزيادة من العدل الضابط مقبولة . ولم لا يقال : إن رواية من لم يذكر سؤال الذين أقاموا في النهار واقع من تقصير بعض الرواة , أو يحمل قوله " ثم يعرج الذين باتوا " على ما هو أعم من المبيت بالليل والإقامة بالنهار , فلا يختص ذلك بليل دون نهار ولا عكسه , بل كل طائفة منهم إذا صعدت سئلت , وغاية ما فيه أنه استعمل لفظ " بات " في أقام مجازا , ويكون قوله " فيسألهم " أي كلا من الطائفتين في الوقت الذي يصعد فيه , ويدل على هذا الحمل رواية موسى بن عقبة عن أبي الزناد عند النسائي ولفظه " ثم يعرج الذين كانوا فيكم " فعلى هذا لم يقع في المتن اختصار ولا اقتصار , وهذا أقرب الأجوبة . وقد وقع لنا هذا الحديث من طريق أخرى واضحا وفيه التصريح بسؤال كل من الطائفتين , وذلك فيما رواه ابن خزيمة في صحيحه وأبو العباس السراج جميعا عن يوسف بن موسى عن جرير عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " تجتمع ملائكة الليل وملائكة النهار في صلاة الفجر وصلاة العصر , فيجتمعون في صلاة الفجر , فتصعد ملائكة الليل وتبيت ملائكة النهار , ويجتمعون في صلاة العصر فتصعد ملائكة النهار وتبيت ملائكة الليل , فيسألهم ربهم : كيف تركتم عبادي " الحديث . وهذه الرواية تزيل الإشكال وتغني عن كثير من الاحتمالات المتقدمة , فهي المعتمدة , ويحمل ما نقص منها على تقصير بعض الرواة . ‏
    hmsa
    hmsa
    المشرف المساعد
    المشرف المساعد


    عدد المساهمات : 69
    تاريخ التسجيل : 12/04/2009
    العمر : 39

    موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض Empty رد: موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض

    مُساهمة من طرف hmsa الخميس أبريل 16, 2009 1:05 pm

    قوله ( فيسألهم ) ‏
    ‏قيل الحكمة فيه استدعاء شهادتهم لبني آدم بالخير , واستنطاقهم بما يقتضي التعطف عليهم , وذلك لإظهار الحكمة في خلق نوع الإنسان في مقابلة من قال من الملائكة ( أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك , قال إني أعلم ما لا تعلمون ) أي وقد وجد فيهم من يسبح ويقدس مثلكم بنص شهادتكم , وقال عياض : هذا السؤال على سبيل التعبد للملائكة كما أمروا أن يكتبوا أعمال بني آدم , وهو سبحانه وتعالى أعلم من الجميع بالجميع . ‏

    ‏قوله : ( كيف تركتم عبادي ) ‏
    ‏قال ابن أبي جمرة . وقع السؤال عن آخر الأعمال لأن الأعمال بخواتيمها . ‏
    ‏قال والعباد المسئول عنهم هم المذكورون في قوله تعالى ( إن عبادي ليس لك عليهم سلطان ) . ‏

    ‏قوله : ( تركناهم وهم يصلون وأتيناهم وهم يصلون ) ‏
    ‏لم يراعوا الترتيب الوجودي , لأنهم بدءوا بالترك قبل الإتيان , والحكمة فيه أنهم طابقوا السؤال لأنه قال : كيف تركتم ؟ ولأن المخبر به صلاة العباد والأعمال بخواتيمها فناسب ذلك إخبارهم عن آخر عملهم قبل أوله , وقوله " تركناهم وهم " ظاهره أنهم فارقوهم عند شروعهم في العصر سواء تمت أم منع مانع من إتمامها وسواء شرع الجميع فيها أم لا لأن المنتظر في حكم المصلي , ويحتمل أن يكون المراد بقولهم " وهم يصلون " أي ينتظرون صلاة المغرب . وقال ابن التين : الواو في قوله " وهم يصلون " واو الحال أي تركناهم على هذه الحال , ولا يقال يلزم منه أنهم فارقوهم قبل انقضاء الصلاة فلم يشهدوها معهم , والخبر ناطق بأنهم يشهدونها لأنا نقول : هو محمول على أنهم شهدوا الصلاة مع من صلاها في أول وقتها , وشهدوا من دخل فيها بعد ذلك , ومن شرع في أسباب ذلك . ‏
    ‏( تنبيه ) ‏
    ‏: استنبط منه بعض الصوفية أنه يستحب أن لا يفارق الشخص شيئا من أموره إلا وهو على طهارة كشعره إذا حلقه وظفره إذا قلمه وثوبه إذا أبدله ونحو ذلك . وقال ابن أبي جمرة : أجابت الملائكة بأكثر مما سئلوا عنه , لأنهم علموا أنه سؤال يستدعي التعطف على بني آدم فزادوا في موجب ذلك . ‏
    ‏قلت : ووقع في صحيح ابن خزيمة من طريق الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة في آخر هذا الحديث " فاغفر لهم يوم الدين " قال : ويستفاد منه أن الصلاة أعلى العبادات لأنه عنها وقع السؤال والجواب , وفيه الإشارة إلى عظم هاتين الصلاتين لكونهما تجتمع فيهما الطائفتان وفي غيرهما طائفة واحدة والإشارة إلى شرف الوقتين المذكورين , وقد ورد أن الرزق يقسم بعد صلاة الصبح , وأن الأعمال ترفع آخر النهار , فمن كان حينئذ في طاعة بورك في رزقه وفي عمله , والله أعلم . ويترتب عليه حكمة الأمر بالمحافظة عليهما والاهتمام بهما , وفيه تشريف هذه الأمة على غيرها , ويستلزم تشريف نبيها على غيره . وفيه الإخبار بالغيوب , ويترتب عليه زيادة الإيمان . وفيه الإخبار بما نحن فيه من ضبط أحوالنا حتى نتيقظ ونتحفظ في الأوامر والنواهي ونفرح في هذه الأوقات بقدوم رسل ربنا وسؤال ربنا عنا . وفيه إعلامنا بحب ملائكة الله لنا لنزداد فيهم حبا ونتقرب إلى الله بذلك . وفيه كلام الله تعالى مع ملائكته . وغير ذلك من الفوائد والله أعلم . وسيأتي الكلام على ذلك في " باب قوله ثم يعرج " في كتاب التوحيد إن شاء الله تعالى
    hmsa
    hmsa
    المشرف المساعد
    المشرف المساعد


    عدد المساهمات : 69
    تاريخ التسجيل : 12/04/2009
    العمر : 39

    موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض Empty رد: موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض

    مُساهمة من طرف hmsa الخميس أبريل 16, 2009 1:06 pm

    حدثنا ‏ ‏عبد العزيز بن عبد الله الأويسي ‏ ‏قال حدثني ‏ ‏إبراهيم بن سعد ‏ ‏عن ‏ ‏ابن شهاب ‏ ‏عن ‏ ‏سالم بن عبد الله ‏ ‏عن ‏ ‏أبيه ‏ ‏أنه أخبره ‏
    ‏أنه سمع رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يقول إنما بقاؤكم فيما سلف قبلكم من الأمم كما بين صلاة العصر إلى غروب الشمس أوتي ‏ ‏أهل التوراة ‏ ‏التوراة فعملوا حتى إذا انتصف النهار عجزوا فأعطوا ‏ ‏قيراطا ‏ ‏قيراطا ‏ ‏ثم أوتي ‏ ‏أهل الإنجيل ‏ ‏الإنجيل فعملوا إلى صلاة العصر ثم عجزوا فأعطوا ‏ ‏قيراطا ‏ ‏قيراطا ‏ ‏ثم أوتينا القرآن فعملنا إلى غروب الشمس فأعطينا ‏ ‏قيراطين ‏ ‏قيراطين ‏ ‏فقال ‏ ‏أهل الكتابين ‏ ‏أي ربنا أعطيت هؤلاء ‏ ‏قيراطين ‏ ‏قيراطين ‏ ‏وأعطيتنا ‏ ‏قيراطا ‏ ‏قيراطا ‏ ‏ونحن كنا أكثر عملا قال قال الله عز وجل ‏ ‏هل ظلمتكم من أجركم من شيء قالوا لا قال فهو فضلي أوتيه من أشاء ‏

    فتح الباري بشرح صحيح البخاري‏


    ‏قوله : ( إنما بقاؤكم فيما سلف قبلكم من الأمم كما بين صلاة العصر إلى غروب الشمس ) ‏
    ‏ظاهره أن بقاء هذه الأمة وقع في زمان الأمم السالفة , وليس ذلك المراد قطعا , وإنما معناه أن نسبة مدة هذه الأمة إلى مدة من تقدم من الأمم مثل ما بين صلاة العصر وغروب الشمس إلى بقية النهار , فكأنه قال : إنما بقاؤكم بالنسبة إلى ما سلف إلخ , وحاصله أن " في " بمعنى إلى , وحذف المضاف وهو لفظ " نسبة " . وقد أخرج المصنف هذا الحديث وكذا حديث أبي موسى الآتي بعده في أبواب الإجارة , ويقع استيفاء الكلام عليهما هناك إن شاء الله تعالى , والغرض هنا بيان مطابقتهما للترجمة والتوفيق بين ما ظاهره الاختلاف منهما . ‏

    ‏قوله : ( أوتي أهل التوراة التوراة ) ‏
    ‏ظاهره أن هذا كالشرح والبيان لما تقدم من تقدير مدة الزمانين , وقد زاد المصنف من رواية عبد الله بن دينار عن ابن عمر في فضائل القرآن هنا " وأن مثلكم ومثل اليهود والنصارى إلخ " وهو يشعر بأنهما قضيتان . ‏

    ‏قوله : ( قيراطا قيراطا ) ‏
    ‏كرر قيراطا ليدل على تقسيم القراريط على العمال , لأن العرب إذا أرادت تقسيم الشيء على متعدد كررته كما يقال : اقسم هذا المال على بني فلان درهما درهما , لكل واحد درهم . ‏
    ‏قوله في حديث ابن عمر ‏
    ‏( عجزوا ) ‏
    ‏قال الداودي : هذا مشكل , لأنه إن كان المراد من مات منهم مسلما فلا يوصف بالعجز لأنه عمل ما أمر به , وإن كان من مات بعد التغيير والتبديل فكيف يعطى القيراط من حبط عمله بكفره ؟ وأورده ابن التين قائلا : قال بعضهم ولم ينفصل عنه وأجيب بأن المراد من مات منهم مسلما قبل التغيير والتبديل , وعبر بالعجز لكونهم لم يستوفوا عمل النهار كله وإن كانوا قد استوفوا عمل ما قدر لهم , فقوله عجزوا أي عن إحراز الأجر الثاني دون الأول , لكن من أدرك منهم النبي صلى الله عليه وسلم وآمن به أعطي الأجر مرتين كما سبق مصرحا به في كتاب الإيمان . قال المهلب ما معناه : أورد البخاري حديث ابن عمر وحديث أبي موسى في هذه الترجمة ليدل على أنه قد يستحق بعمل البعض أجر الكل , مثل الذي أعطي من العصر إلى الليل أجر النهار كله , فهو نظير من يعطى أجر الصلاة كلها ولو لم يدرك إلا ركعة , وبهذا تظهر مطابقة الحديثين للترجمة . ‏
    ‏قلت : وتكملة ذلك أن يقال إن فضل الله الذي أقام به عمل ربع النهار مقام عمل النهار كله هو الذي اقتضى أن يقوم إدراك الركعة الواحدة من الصلاة الرباعية التي هي العصر مقام إدراك الأربع في الوقت , فاشتركا في كون كل منهما ربع العمل , وحصل بهذا التقرير الجواب عمن استشكل وقوع الجميع أداء مع أن الأكثر إنما وقع خارج الوقت , فيقال في هذا ما أجيب به أهل الكتابين ( ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ) . وقد استبعد بعض الشراح كلام المهلب ثم قال : هو منفك عن محل الاستدلال , لأن الأمة عملت آخر النهار فكان أفضل من عمل المتقدمين قبلها , ولا خلاف أن تقديم الصلاة أفضل من تأخيرها . ثم هو من الخصوصيات التي لا يقاس عليها , لأن صيام آخر النهار لا يجزئ عن جملته , فكذلك سائر العبادات . ‏
    ‏قلت : فاستبعد غير مستبعد , وليس في كلام المهلب ما يقتضي أن إيقاع العبادة في آخر وقتها أفضل من إيقاعها في أوله . وأما إجزاء عمل البعض عن الكل فمن قبيل الفضل , فهو كالخصوصية سواء . ‏
    ‏وقال ابن المنير : يستنبط من هذا الحديث أن وقت العمل ممتد إلى غروب الشمس , وأقرب الأعمال المشهورة بهذا الوقت صلاة العصر , قال : فهو من قبيل الإشارة لا من صريح العبارة , فإن الحديث مثال , وليس المراد العمل الخاص بهذا الوقت , بل هو شامل لسائر الأعمال من الطاعات في بقية الإمهال إلى قيام الساعة . وقد قال إمام الحرمين : إن الأحكام لا تؤخذ من الأحاديث التي تأتي لضرب الأمثال . ‏
    ‏قلت : وما أبداه مناسب لإدخال هذا الحديث في أبواب أوقات العصر لا لخصوص الترجمة وهي " من أدرك ركعة من العصر قبل الغروب " بخلاف ما أبداه المهلب وأكملناه , وأما ما وقع من المخالفة بين سياق حديث ابن عمر وحديث أبي موسى فظاهرهما أنهما قضيتان , وقد حاول بعضهم الجمع بينهما فتعسف . وقال ابن رشيد ما حاصله : إن حديث ابن عمر ذكر مثالا لأهل الأعذار لقوله " فعجزوا " فأشار إلى أن من عجز عن استيفاء العمل من غير أن يكون له صنيع في ذلك أن الأجر يحصل له تاما فضلا من الله . قال : وذكر حديث أبي موسى مثالا لمن أخر بغير عذر , وإلى ذلك الإشارة بقوله عنهم ( لا حاجة لنا إلى أجرك ) فأشار بذلك إلى أن من أخر عامدا لا يحصل له ما حصل لأهل الأعذار . ‏
    ‏قوله في حديث أبي موسى ( فقال أكملوا ) كذا للأكثر بهمزة قطع وبالكاف وكذا وقع في الإجازة . ووقع هنا للكشميهني " اعملوا " بهمزة وصل وبالعين . ‏
    ‏قوله في حديث ابن عمر ‏
    hmsa
    hmsa
    المشرف المساعد
    المشرف المساعد


    عدد المساهمات : 69
    تاريخ التسجيل : 12/04/2009
    العمر : 39

    موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض Empty رد: موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض

    مُساهمة من طرف hmsa الخميس أبريل 16, 2009 1:07 pm

    ( ونحن كنا أكثر عملا ) ‏
    ‏تمسك به بعض الحنفية كأبي زيد في كتاب الأسرار إلى أن وقت العصر من مصير ظل كل شيء مثليه , لأنه لو كان من مصير ظل كل شيء مثله لكان مساويا لوقت الظهر , وقد قالوا ( كنا أكثر عملا ) فدل على أنه دون وقت الظهر , وأجيب بمنع المساواة , وذلك معروف عند أهل العلم بهذا الفن , وهو أن المدة التي بين الظهر والعصر أطول من المدة التي بين العصر والمغرب , وأما ما نقله بعض الحنابلة من الإجماع على أن وقت العصر ربع النهار فمحمول على التقريب إذا فرغنا على أن أول وقت العصر مصير الظل مثله كما قال الجمهور , وأما على قول الحنفية فالذي من الظهر إلى العصر أطول قطعا , وعلى التنزل لا يلزم من التمثيل والتشبيه التسوية من كل جهة , وبأن الخبر إذا ورد في معنى مقصود لا تؤخذ منه المعارضة لما ورد في ذلك المعنى بعينه مقصودا في أمر آخر , وبأنه ليس في الخبر نص على أن كلا من الطائفتين أكثر عملا لصدق أن كلهم مجتمعين أكثر عملا من المسلمين , وباحتمال أن يكون أطلق ذلك تغليبا , وباحتمال أن يكون ذلك قول اليهود خاصة فيندفع الاعتراض من أصله كما جزم به بعضهم , وتكون نسبة ذلك للجميع في الظاهر غير مرادة بل هو عموم أريد به الخصوص أطلق ذلك تغليبا , وبأنه لا يلزم من كونهم أكثر عملا أن يكونوا أكثر زمانا لاحتمال كون العمل في زمنهم كان أشق , ويؤيده قوله تعالى ( ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا ) . ومما يؤيد كون المراد كثرة العمل وقلته لا بالنسبة إلى طول الزمان وقصره كون أهل الأخبار متفقين على أن المدة التي بين عيسى ونبينا صلى الله عليه وسلم دون المدة التي بين نبينا صلى الله عليه وسلم وقيام الساعة لأن جمهور أهل المعرفة بالأخبار قالوا إن مدة الفترة بين عيسى ونبينا صلى الله عليه وسلم ستمائة سنة وثبت ذلك في صحيح البخاري عن سليمان , وقيل إنها دون ذلك حتى جاء عن بعضهم أنها مائة وخمس وعشرون سنة وهذه مدة المسلمين بالمشاهدة أكثر من ذلك , فلو تمسكنا بأن المراد التمثيل بطول الزمانين وقصرهما للزم أن يكون وقت العصر أطول من وقت الظهر ولا قائل به , فدل على أن المراد كثرة العمل وقلته , والله سبحانه وتعالى أعلم . ‏
    hmsa
    hmsa
    المشرف المساعد
    المشرف المساعد


    عدد المساهمات : 69
    تاريخ التسجيل : 12/04/2009
    العمر : 39

    موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض Empty رد: موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض

    مُساهمة من طرف hmsa الخميس أبريل 16, 2009 1:08 pm

    ( ونحن كنا أكثر عملا ) ‏
    ‏تمسك به بعض الحنفية كأبي زيد في كتاب الأسرار إلى أن وقت العصر من مصير ظل كل شيء مثليه , لأنه لو كان من مصير ظل كل شيء مثله لكان مساويا لوقت الظهر , وقد قالوا ( كنا أكثر عملا ) فدل على أنه دون وقت الظهر , وأجيب بمنع المساواة , وذلك معروف عند أهل العلم بهذا الفن , وهو أن المدة التي بين الظهر والعصر أطول من المدة التي بين العصر والمغرب , وأما ما نقله بعض الحنابلة من الإجماع على أن وقت العصر ربع النهار فمحمول على التقريب إذا فرغنا على أن أول وقت العصر مصير الظل مثله كما قال الجمهور , وأما على قول الحنفية فالذي من الظهر إلى العصر أطول قطعا , وعلى التنزل لا يلزم من التمثيل والتشبيه التسوية من كل جهة , وبأن الخبر إذا ورد في معنى مقصود لا تؤخذ منه المعارضة لما ورد في ذلك المعنى بعينه مقصودا في أمر آخر , وبأنه ليس في الخبر نص على أن كلا من الطائفتين أكثر عملا لصدق أن كلهم مجتمعين أكثر عملا من المسلمين , وباحتمال أن يكون أطلق ذلك تغليبا , وباحتمال أن يكون ذلك قول اليهود خاصة فيندفع الاعتراض من أصله كما جزم به بعضهم , وتكون نسبة ذلك للجميع في الظاهر غير مرادة بل هو عموم أريد به الخصوص أطلق ذلك تغليبا , وبأنه لا يلزم من كونهم أكثر عملا أن يكونوا أكثر زمانا لاحتمال كون العمل في زمنهم كان أشق , ويؤيده قوله تعالى ( ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا ) . ومما يؤيد كون المراد كثرة العمل وقلته لا بالنسبة إلى طول الزمان وقصره كون أهل الأخبار متفقين على أن المدة التي بين عيسى ونبينا صلى الله عليه وسلم دون المدة التي بين نبينا صلى الله عليه وسلم وقيام الساعة لأن جمهور أهل المعرفة بالأخبار قالوا إن مدة الفترة بين عيسى ونبينا صلى الله عليه وسلم ستمائة سنة وثبت ذلك في صحيح البخاري عن سليمان , وقيل إنها دون ذلك حتى جاء عن بعضهم أنها مائة وخمس وعشرون سنة وهذه مدة المسلمين بالمشاهدة أكثر من ذلك , فلو تمسكنا بأن المراد التمثيل بطول الزمانين وقصرهما للزم أن يكون وقت العصر أطول من وقت الظهر ولا قائل به , فدل على أن المراد كثرة العمل وقلته , والله سبحانه وتعالى أعلم . ‏
    hmsa
    hmsa
    المشرف المساعد
    المشرف المساعد


    عدد المساهمات : 69
    تاريخ التسجيل : 12/04/2009
    العمر : 39

    موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض Empty رد: موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض

    مُساهمة من طرف hmsa الخميس أبريل 16, 2009 1:09 pm

    حدثنا ‏ ‏أبو اليمان ‏ ‏قال أخبرنا ‏ ‏شعيب ‏ ‏عن ‏ ‏الزهري ‏ ‏قال أخبرني ‏ ‏سعيد بن المسيب ‏ ‏وعطاء بن يزيد الليثي ‏ ‏أن ‏ ‏أبا هريرة ‏ ‏أخبرهما ‏
    ‏أن الناس قالوا يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة قال هل ‏ ‏تمارون ‏ ‏في القمر ليلة البدر ليس دونه سحاب قالوا لا يا رسول الله قال فهل ‏ ‏تمارون ‏ ‏في الشمس ليس دونها سحاب قالوا لا قال فإنكم ترونه كذلك يحشر الناس يوم القيامة فيقول من كان يعبد شيئا فليتبع فمنهم من يتبع الشمس ومنهم من يتبع القمر ومنهم من يتبع ‏ ‏الطواغيت ‏ ‏وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها ‏ ‏فيأتيهم الله فيقول أنا ربكم فيقولون هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا فإذا جاء ربنا عرفناه ‏ ‏فيأتيهم الله فيقول ‏ ‏أنا ربكم فيقولون أنت ربنا فيدعوهم فيضرب الصراط بين ظهراني جهنم فأكون أول من يجوز من الرسل بأمته ولا يتكلم يومئذ أحد إلا الرسل وكلام الرسل يومئذ اللهم سلم سلم وفي جهنم ‏ ‏كلاليب ‏ ‏مثل ‏ ‏شوك السعدان ‏ ‏هل رأيتم ‏ ‏شوك السعدان ‏ ‏قالوا نعم قال فإنها مثل ‏ ‏شوك السعدان ‏ ‏غير أنه لا يعلم قدر عظمها إلا الله تخطف الناس بأعمالهم فمنهم من ‏ ‏يوبق ‏ ‏بعمله ومنهم من ‏ ‏يخردل ‏ ‏ثم ينجو حتى إذا أراد الله رحمة من أراد من أهل النار أمر الله الملائكة أن يخرجوا من كان يعبد الله فيخرجونهم ويعرفونهم بآثار السجود وحرم الله على النار أن تأكل أثر السجود فيخرجون من النار فكل ابن ‏ ‏آدم ‏ ‏تأكله النار إلا أثر السجود فيخرجون من النار قد ‏ ‏امتحشوا ‏ ‏فيصب عليهم ماء الحياة فينبتون كما تنبت الحبة في ‏ ‏حميل السيل ‏ ‏ثم يفرغ الله من القضاء بين العباد ويبقى رجل بين الجنة والنار وهو آخر أهل النار دخولا الجنة مقبل بوجهه قبل النار فيقول يا رب اصرف وجهي عن النار قد ‏ ‏قشبني ‏ ‏ريحها وأحرقني ‏ ‏ذكاؤها ‏ ‏فيقول هل عسيت إن فعل ذلك بك أن تسأل غير ذلك فيقول لا وعزتك فيعطي الله ما يشاء من عهد وميثاق فيصرف الله وجهه عن النار فإذا أقبل به على الجنة رأى ‏ ‏بهجتها ‏ ‏سكت ما شاء الله أن يسكت ثم قال يا رب قدمني عند باب الجنة فيقول الله له أليس قد أعطيت العهود والميثاق أن لا تسأل غير الذي كنت سألت فيقول يا رب لا أكون أشقى خلقك فيقول فما عسيت إن أعطيت ذلك أن لا تسأل غيره فيقول لا وعزتك لا أسأل غير ذلك فيعطي ربه ما شاء من عهد وميثاق فيقدمه إلى باب الجنة فإذا بلغ بابها فرأى زهرتها وما فيها من النضرة والسرور فيسكت ما شاء الله أن يسكت فيقول يا رب أدخلني الجنة فيقول الله ‏ ‏ويحك ‏ ‏يا ابن ‏ ‏آدم ‏ ‏ما أغدرك أليس قد أعطيت العهود والميثاق أن لا تسأل غير الذي أعطيت فيقول يا رب لا تجعلني أشقى خلقك فيضحك الله عز وجل منه ثم يأذن له في دخول الجنة فيقول تمن فيتمنى حتى إذا انقطع أمنيته قال الله عز وجل من كذا وكذا أقبل يذكره ربه حتى إذا انتهت به الأماني قال الله تعالى لك ذلك ومثله معه ‏
    ‏قال ‏ ‏أبو سعيد الخدري ‏ ‏لأبي هريرة ‏ ‏رضي الله عنهما ‏ ‏إن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال ‏ ‏قال الله لك ذلك وعشرة أمثاله قال ‏ ‏أبو هريرة ‏ ‏لم أحفظ من رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏إلا قوله لك ذلك ومثله معه قال ‏ ‏أبو سعيد ‏ ‏إني سمعته يقول ذلك لك وعشرة أمثاله ‏

    فتح الباري بشرح صحيح البخاري

    واختلف في المراد بقوله ‏
    ‏" آثار السجود " ‏
    ‏فقيل هي الأعضاء السبعة الآتي ذكرها في حديث ابن عباس قريبا وهذا هو الظاهر , وقال عياض : المراد الجبهة خاصة , ويؤيده ما في رواية مسلم من وجه آخر " أن قوما يخرجون من النار يحترقون فيها إلا دارات وجوههم " فإن ظاهر هذه الرواية يخص العموم الذي في الأولى . ‏
    hmsa
    hmsa
    المشرف المساعد
    المشرف المساعد


    عدد المساهمات : 69
    تاريخ التسجيل : 12/04/2009
    العمر : 39

    موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض Empty رد: موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض

    مُساهمة من طرف hmsa الخميس أبريل 16, 2009 1:09 pm

    حدثنا ‏ ‏إسماعيل ‏ ‏حدثني ‏ ‏مالك ‏ ‏عن ‏ ‏صالح بن كيسان ‏ ‏عن ‏ ‏عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود ‏ ‏عن ‏ ‏زيد بن خالد الجهني ‏ ‏أنه قال ‏
    ‏صلى لنا رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏صلاة الصبح ‏ ‏بالحديبية ‏ ‏على إثر سماء كانت من الليلة فلما انصرف النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏أقبل على الناس فقال هل تدرون ماذا قال ربكم قالوا الله ورسوله أعلم قال ‏ ‏أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر فأما من قال مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب وأما من قال ‏ ‏بنوء ‏ ‏كذا وكذا فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب ‏

    فتح الباري بشرح صحيح البخاري‏

    ‏قوله : ( عن زيد بن خالد الجهني ) ‏
    ‏هكذا يقول صالح بن كيسان لم يختلف عليه في ذلك , وخالفه الزهري فرواه عن شيخهما عبيد الله فقال : عن أبي هريرة أخرجه مسلم عقب رواية صالح فصحح الطريقين , لأن عبيد الله سمع من زيد بن خالد وأبي هريرة جميعا عدة أحاديث منها حديث العسيف وحديث الأمة إذا زنت , فلعله سمع هذا منهما فحدث به تارة عن هذا وتارة عن هذا , وإنما لم يجمعهما لاختلاف لفظهما كما سنشير إليه . وقد صرح صالح بسماعه له من عبيد الله عن أبي عوانة , وروى صالح عن عبيد الله بواسطة الزهري عدة أحاديث منها حديث ابن عباس في شاة ميمونة كما تقدم في الطهارة , وحديثه عنه في قصة هرقل كما تقدم في بدء الوحي . ‏

    ‏قوله : ( صلى لنا ) ‏
    ‏أي لأجلنا , أو اللام بمعنى الباء أي صلى بنا , وفيه جواز إطلاق ذلك مجازا وإنما الصلاة لله تعالى . ‏

    ‏قوله : ( بالحديبية ) ‏
    ‏بالمهملة والتصغير وتخفف ياؤها وتثقل , يقال سميت بشجرة حدباء هناك . ‏

    ‏قوله : ( على إثر ) ‏
    ‏بكسر الهمزة وسكون المثلثة على المشهور وهو ما يعقب الشيء . ‏

    ‏قوله : ( سماء ) ‏
    ‏أي مطر وأطلق عليه سماء لكونه ينزل من جهة السماء وكل جهة علو تسمى سماء . ‏

    ‏قوله : ( كانت من الليل ) ‏
    ‏كذا للأكثر , وللمستملي والحموي " من الليلة " بالإفراد . ‏

    ‏قوله : ( فلما انصرف ) ‏
    ‏أي من صلاته أو من مكانه . ‏

    ‏قوله : ( هل تدرون ) ‏
    ‏لفظ استفهام معناه التنبيه , ووقع في رواية سفيان عن صالح عند النسائي " ألم تسمعوا ما قال ربكم الليلة " وهذا من الأحاديث الإلهية وهي تحتمل أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم أخذها عن الله بلا واسطة أو بواسطة . ‏

    ‏قوله : ( أصبح من عبادي ) ‏
    ‏هذه إضافة عموم بدليل التقسيم إلى مؤمن وكافر بخلاف مثل قوله تعالى ( إن عبادي ليس لك عليهم سلطان ) فإنها إضافة تشريف . ‏
    hmsa
    hmsa
    المشرف المساعد
    المشرف المساعد


    عدد المساهمات : 69
    تاريخ التسجيل : 12/04/2009
    العمر : 39

    موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض Empty رد: موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض

    مُساهمة من طرف hmsa الخميس أبريل 16, 2009 1:11 pm

    قوله : ( مؤمن بي وكافر ) ‏
    ‏يحتمل أن يكون المراد بالكفر هنا كفر الشرك بقرينة مقابلته بالإيمان , ولأحمد من رواية نصر بن عاصم الليثي عن معاوية الليثي مرفوعا " يكون الناس مجدبين فينزل الله عليهم رزقا من السماء من رزقه فيصبحون مشركين يقولون : مطرنا بنوء كذا " ويحتمل أن يكون المراد به كفر النعمة , ويرشد إليه قوله في رواية معمر عن صالح عن سفيان " فأما من حمدني على سقياي وأثنى عليه فذلك آمن بي " وفي رواية سفيان عند النسائي والإسماعيلي نحوه , وقال في آخره " وكفر بي " أو قال " كفر نعمتي " وفي رواية أبي هريرة عند مسلم " قال الله : ما أنعمت على عبادي من نعمة إلا أصبح فريق منهم كافرين بها " وله في حديث ابن عباس " أصبح من الناس شاكر ومنهم كافر " وعلى الأول حمله كثير من أهل العلم , وأعلى ما وقفت عليه من ذلك كلام الشافعي , قال في " الأم " : من قال مطرنا بنوء كذا وكذا على ما كان بعض أهل الشرك يعنون من إضافة المطر إلى أنه مطر نوء كذا فذلك كفر كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن النوء وقت والوقت مخلوق لا يملك لنفسه ولا لغيره شيئا , ومن قال مطرنا بنوء كذا على معنى مطرنا في وقت كذا فلا يكون كفرا , وغيره من الكلام أحب إلي منه , يعني حسما للمادة , وعلى ذلك يحمل إطلاق الحديث , وحكى ابن قتيبة في " كتاب الأنواء " أن العرب كانت في ذلك على مذهبين على نحو ما ذكر الشافعي , قال : ومعنى النوء سقوط نجم في المغرب من النجوم الثمانية والعشرين التي هي منازل القمر , قال : وهو مأخوذ من ناء إذا سقط , وقال آخرون : بل النوء طلوع نجم منها , وهو مأخوذ من ناء إذا نهض , ولا تخالف بين القولين في الوقت لأن كل نجم منها إذا طلع في المشرق وقع حال طلوعه آخر في المغرب لا يزال ذلك مستمرا إلى أن تنتهي الثمانية والعشرون بانتهاء السنة , فإن لكل واحد منها ثلاثة عشر يوما تقريبا , قال : وكانوا في الجاهلية يظنون أن نزول الغيث بواسطة النوء إما بصنعه على زعمهم وإما بعلامته , فأبطل الشرع قولهم وجعله كفرا , فإن اعتقد قائل ذلك أن للنوء صنعا في ذلك فكفره كفر تشريك , وإن اعتقد أن ذلك من قبيل التجربة فليس بشرك لكن يجوز إطلاق الكفر عليه وإرادة كفر النعمة لأنه لم يقع في شيء من طرق الحديث بين الكفر والشرك واسطة , فيحمل الكفر فيه على المعنيين لتناول الأمرين , والله أعلم . ولا يرد الساكت , لأن المعتقد قد يشكر بقلبه أو يكفر , وعلى هذا فالقول في قوله " فأما من قال " لما هو أعم من النطق والاعتقاد , كما أن الكفر فيه لما هو أعم من كفر الشرك وكفر النعمة , والله أعلم بالصواب . ‏

    ‏قوله : ( مطرنا بنوء كذا وكذا ) ‏
    ‏في حديث أبي سعيد عند النسائي " مطرنا بنوء المجدح " بكسر الميم وسكون الجيم وفتح الدال بعدها مهملة ويقال بضم أوله هو الدبران بفتح المهملة والموحدة بعدها , وقيل سمي بذلك لاستدباره الثريا , وهو نجم أحمر صغير منير . قال ابن قتيبة : كل النجوم المذكورة له نوء غير أن بعضها أحمر وأغزر من بعض , ونوء الدبران غير محمود عندهم , انتهى . وكأن ذلك ورد في الحديث تنبيها على مبالغتهم في نسبة المطر إلى النوء ولو لم يكن محمودا , أو اتفق وقوع ذلك المطر في ذلك الوقت إن كانت القصة واحدة . وفي مغازي الواقدي أن الذي قال في ذلك الوقت " مطرنا بنوء الشعرى " هو عبد الله بن أبي المعروف بابن سلول أخرجه من حديث أبي قتادة . وفي هذا الحديث من الفوائد غير ما تقدم طرح الإمام المسألة على أصحابه وإن كانت لا تدرك إلا بدقة النظر . ويستنبط منه أن للولي المتمكن من النظر في الإشارة أن يأخذ منها عبارات ينسبها إلى الله تعالى صلى الله عليه وسلم كذا قرأت بخط بعض شيوخنا , وكأنه أخذه من استنطاق النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه عما قال ربهم وحمل الاستفهام فيه على الحقيقة , لكنهم رضي الله عنهم فهموا خلاف ذلك , ولهذا لم يجيبوا إلا بتفويض الأمر إلى الله ورسوله .

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة نوفمبر 22, 2024 2:31 pm